مجموعة الأعمال الأدبيه
ظمأ إمرأه
ظمأ امرأة"..
رواية للكاتبة السورية أحلام أبو عساف..
.................................................
تملأ الحكايات بتنوعها كل ركن من أركان مجتمعاتنا،
منها الظاهر للعيان ومنها مايتوارى خلف جدران الأزقة
والبيوت، يتداولها المثقف، والأمي، والبسيط، كل من
موقعه بلغة خاصة ومختلفة،
يأتي الإبداع ليصقل تلك الحكايات بحرفية فنية، ولغوية،
مشوقة، ليسلط الضوء نحو وطن الرواية وأبطالها، وليقدم
صاحبه رؤيته وانطباعه الخاص، ناقلا صورة مجتمعه بكل
محاسنه ومساوئه كمرآة محايدة تعكس بصدق مايقابلها من
واقع.
يبلغ الإبداع من المصداقية الذروة عندما يكون المبدع
هو وطن الرواية، وبطلها، والرسالة والرسول..
ظمأ امرأة، كسيرة ذاتية تشكل سابقة في مجال الأدب
النسوي، بما اتسمت به من جرأة، ومنطق، ورؤية، واسلوب
روائي شيق، تسلط به الكاتبة الضوء نحو واقع المرأة في
المجتمعات المغلقة على ثقافة ذكورية، يكرسها أب، أو
أخ، أو زوج، يهمش فيها دور المرأة، وقدراتها الفكرية،
ومايعكسه ذاك التمييز في نفس المرأة من ندبات،
ومايسببه من ارباكات قد تعيقها عن ممارسة دورها
الاجتماعي كزوجة، أو أم، تكتسب، بل تكرس بتلقائية من
سلطة الذكر، حين تكون الضحية والجلاد بآن معا، فتسهم
في إنشاء أسرة غير متوازنة نفسيا، مابين حقوق أفرادها،
وواجباتهم..
رواية ظمأ امرأة استدرجت القارئ بجدارة نحو تلك
المساحة المظلمة من مجتمعاتنا، وعلى وجه الخصوص
المجتمعات اللا مدينية، الأكثر تمسكا بعادات وتقاليد
تشكل المشرع الأول فيها.
موهبة مصقولة، ولغة رفيعة، ورؤية شفيفة، وشواهد
ثقافية، وتاريخية، وأدبية رفيعة، واجتماعية متنوعة،
وتجربة ذاتية مريرة ومشرفة..تلك كانت ادوات الكاتبة
أحلام أبو عساف التي استخدمتها ببراعة في خدمة مشروعها
الروائي، والذي يتمحور حول معاناة المرأة في
مجتمعاتنا، حيث كانت تكشف العلة وتقدم الحلول بآن معا،
باسلوب ادبي وسرد شيق يغتني بالصور والأحداث، وحرفية
تمكنت معها بجدارة من امتلاك حواس ومشاعر القارئ،
وتحفيز فكره، وذائقته الأدبية، واستدراجه بسلاسة
ومتعة، نحو عالم روايتها، لتغدو المتعة والتشويق
غاية، لا وسيلة نحو بلوغ النهاية.
ظمأ امرأة.
عبر مقدمة موجزة شكلت ستارا شفيفا يحمل خلفه شكل
تضاريس الرواية وأبطالها. |
إضغط هنا لشراء هذا الكتاب |
رحيل العوسج
رحيل العوسج)..
رواية
للكاتبة السورية أحلام برجس أبو عساف
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يشكل عنوان أي نص أدبي..رواية كان...أو قصة..أو
خاطرة..أولى العتبات التي تهيئ مخيلة القارئ وتدفعه
بشوق نحو عالم الرواية وأحداثها..أو العكس
لنبتة العوسج ذاكرة ترتبط بالصبار، وبالجفاف،
والمكابدة، والمصاعب..فهو طعام الجمال التي شاركت تلك
النبتة ذات البيئة، وتشاركا أيضا في تحمل أعباء الصبر..
اختارت الكاتبة بدء روايتها ببضع كلمات، لكنها كانت
كافية بما تخللها من فكر ومعنى، من تشكيل المقدمة
الأكثر إيجازا، وأكثر دلالة نحو عالم روايتها..
تقول الكاتبة في تلك المقدمة
:
أيتها الشمس المتوارية خلف النجوم..
إذا ماقدمت لك جسدي قربانا..
هللا تشرقين؟
....
رواية رحيل العوسج..تشكل انعطافة هامة في مسيرة الأدب
النسوي..الذي اتسم غالباً بالحب، والشجون، والمعاناة،
لكننا نجد للكاتبة في هذه الرواية بصمتها الروائية
المتميزة بتوظيف أحداث الرواية وأبطالها للطواف في فلك
الشأن العام والوطني منه بالتحديد.. بتقنية لغوية
عالية، عميقة، مثقفة، مقدمة فكرتها بشكل فلسفي، إضافة
إلى ماتخلل الرواية من شواهد لكتاب وفلاسفة عالميين
منح الرواية مزيداً من الغنى، مراعية انصهار تلك
الشواهد ضمن النسيج العام للرواية ومقاصدها..
تتباين الرؤى و
الاتجاهات والانتماءات الاجتماعية، والسياسية مابين
أبطال الرواية بدرجة ذاك الانتماء الأسمى، بالتزام
البعض، وازدواجية البعض الآخر وتأرجحه مابين فكرته
السامية من جهة، وممارستها على أرض الواقع من جهة
أخرى، كما تطرقت الكاتبة في روايتها لقضايا هامة، شملت
معاناة الشعب الفلسطيني، وتخلي بعض رجال السياسة عند
وصوله لمنصب ما عن مبادئه والوشي بالمقربين منه، كما
تناولت التزاوج المصلحي السائد مابين رجال الدين
والسلطة، وأشارت في مساحة محدودة من الرواية إلى
إمكانية سقوط الحب في مقبرة، في حال التنافر في الرؤى
السياسية مابين عاشقين..
تتابع الكاتبة جذب القارئ بمقدرة نحو رحيل العوسج، عند
بلوغ بطلة الرواية أولى الخطوات نحو تحقيق حلمها الأول
في الزود عن وطنها، في وجه عدونا الأزلي، والذي شكل
رمزاً ربما تشير من خلاله نحو كل ظالم، ومستبد..
عند بلوغ البطلة لحظتها
المأمولة، تصادف الحبيب المشتهى، الذي يحاول بأنانية
العاشق، إثنائها عن متابعة الطريق نحو هدفها الاول
والأسمى..
تلجم عواطفها، تستعيد إصرارها الأول، ترجح حبها الأكبر
" الوطن" وتمضي نحو تحقيق حلمها.
رحيل العوسج.. تشكل نقلة نوعية في دعم مسيرة
الرواية السورية. |
إضغط هنا لشراء هذا الكتاب |