مقابلات صحفيه وندوات

 

تقرير-عمر الطويل-وكالة سانا السوريه

 

 

 


6h
  · 

بعد تجاوز مرضها وفقدها لابنها الوحيد … الكاتبة #أحلام_أبو_عساف تتجه للفن التشكيلي وتوظيفه في خدمة الأدب

لم تقف المربية أحلام أبو عساف من محافظة #السويداء عند الغوص في تفاصيل الكتابة الأدبية للروايات والقصص عقب تجاوز مرض سرطان الثدي والشفاء منه، بل توجهت قبل أكثر من عام لميدان #الفن_التشكيلي في تجربة جديدة أرادت توظيفها في خدمة الأدب وبدأت معها بعمر 56 عاماً.

تجربة الكاتبة أبو عساف مع الفن التشكيلي وجدت فيها كما ذكرت خلال حديثها لمراسل #سانا فرصة لتفريغ عواطفها وأمنياتها والخروج من حالة الألم والحزن بعد فقد ابنها الوحيد قبل نحو أربع سنوات، بحيث أخذها الرسم إلى عالم آخر.

وبينت أبو عساف أنها بدأت بالرسم كفكرة رافقتها لرسم أغلفة رواياتها، حيث انتسبت لمركز الفنون التشكيلية في المركز الثقافي بمدينة #شهبا واتبعت دورة فيه مع فتيات بعمر ابنتها وانتقلت من الرسم بقلم الرصاص إلى استخدام مختلف التقنيات اللونية والمشاركة بأحد المعارض التي حفزتها لتطوير مستواها بشكل مستمر.

ما تحمله أبو عساف من أفكار بالأدب تعمل لتوظيفه بالرسم الذي مكنها كما بينت من النظر للمواضيع من جميع زواياها في محاولة منها لبث الفرح والسرور في هذه الظروف الصعبة التي نعيشها وهو ما يعطيها شعوراً بالسعادة.

طموحات أبو عساف مستمرة فهي تؤمن بأنها نجت مما كانت فيه وتسعى خلال الفترة القريبة القادمة لتعلم العزف لتحقيق أمنيات ابنها المرحوم الذي كان عازفاً، مبينة أن الحزن لم يقف يوماً في طريقها بل زادها إصراراً على تحديه.

يذكر أن الكاتبة أحلام ابو عساف نالت إجازة جامعية بكلية التربية بعمر 45 عاماً بعد أن كانت تحمل شهادة معهد إعداد مدرسين سابقاً، وسبق لها ممارسة مهنة التدريس وإدارة المدارس لعدة سنوات وهي تملك في رصيدها الأدبي حالياً أربع #روايات هي “ظمأ امرأة” و”رحيل العوسج” و”وميض في جبال الأنديز” و”صعوداً نحو الحب” ، كما نشرت العديد من القصص القصيرة في الصحف المحلية ومجلة المعلم العربي، إضافة إلى كتاب إلكتروني بالقصص القصيرة بعنوان “للعمى ألوان أخرى”.

رابط الخبر 👇

http://www.sana.sy/?p=1829777

تقرير : #عمر_الطويل

تصوير : #زياد_باكير

 

 

 

ندوه ثقافيه في اليمن - اون لاين

 


ندوه ثقافيه

احلام: عقدت مساء الثلاثاء 19 مايو 2020 الجلسة الثانية والعشرون من نشاط "غربال" الذي تنظمه شهرياً مؤسسة بيسمنت الثقافية، ناقش المشاركون في الجسلة عبر مجموعة "نادي غربال" على الواتس آب من اليمن والوطن العربي أعمال الكاتبة والروائية السورية أحلام أبو عساف التي حضرت النقاش، كما حضرته الأستاذة لينا عامر صاحبة دار "ظمأ" التي نشرت روايات الكاتبة.

ولدت الكاتبة أحلام أبو عساف عام 1965، في قرية أم ضبيب في جنوب سوريا، وعملت في مجال التدريس وهي حالياً مديرة مدرسة. لها روايتان هما: "ظمأ امرأة"، و"رحيل العوسج". 

في البداية رحبت الكاتبة بقرائها والمشاركين في النقاش، ووجهت إليهم رسالة جاء فيها: "شاء القدر أن أولد أنثى في بحر عمقه آلاف السنين في الشرق الأوسط، حيث تتلاطم أمواجه العاتية بالقهر والعار معربدة على مر الدهور ومغرقة كل مراكب النجاة التي تحمل كل ما تبقى من حلم المرأة بإنسانيتها ومعززة نصراً مزيفاً بالنصر". وأضافت: "تعيش نساء العالم الثالث في شرنقة رمتها عاصفة هوجاء تحت أقدام الربيع، لتخرج فراشات مهيضة الجناح تحاول ترميم ما تكسّر من أجنحتها الشفافة بالإرادة والتصميم، مهما كانت رعود الربيع صاخبة ستصنع تلك الفراشات قوس قزح خاصتها".

تحدثت بعدها عن بداياتها الأدبية في عالم الرواية، والتي تشكلت بشكل تراكمي من خلال قراءاتها التي بدأت في المرحلة الابتدائية. في إجابتها عن سؤال إن كانت رواياتها وليدة الحرب أجابت بالإيجاب، وقالت إن هذه الجروح أعطتها القوة والجسارة للولوج في عالم الرواية، وأضافت أن رواياتها قد تكون صرخة ما قبل الحرب، كما أنه صرختها بأن ما وصلنا إليه هو نتيجة تربية خاطئة. سألت نور –إحدى المشاركات في النقاش- عن ماذا تعني بالتربية الخاطئة، فأجابت الكاتبة أنها تقصد التمييز بين الذكر والأنثى، حيث يمكن لهذا الذكر الذي تم تمييزه أن يصبح زعيماً ولنا أن نتخيل حجم الكارثة. سألت فرح من سوريا الكاتبة عما نحتاجه للبدء في كتابة رواية، فكانت إجابتها أن أول ما نحتاجه الشغف في القراءة وفي التعاطي مع الناس ومع المِحن، ثم بشكل آلي ستخرج هذه الملحقات بأشكال متنوعة قد تكون رواية.

شكر فوزي الغويدي الكاتبة على شجاعتها التي لمسها في المحطات التي واجهتها في حياتها، ثم تحدث عن رواياتها، وأبدى إعجابه برواية "رحيل العوسج" وعدم استخدام التسلسل الزمني فيها للأحداث بشكل متواصل بل متقطع، وتحدث عن كثرة الشخصيات التي زخرت بها رواياتها. ووصف الكاتبة بأن لها سيرة ذاتية ملهمة، وقلماً عظيماً. وسألها إن كان ما يكتبه الكاتب يتقاطع مع سيرته الذاتية، أجابت أحلام أن ليس بالضرورة أن يكتب الكاتب سيرته، ولكنه مهما تغاضى عن ذلك لا يستطيع أن يخرج عن جلده، وهي قد كتبت سيرتها بكل جرأة لكي تكسب الشجاعة في طرح قضايا أخرى في مجتمعاتنا تهمّ الجميع

تحدثت الكاتبة عن شخصيات رواياتها المركبة والمتراكمة من واقع الحال، وقد تكون الشخصية نتاج عدة شخصيات تتصورها، وذكرت أن الشخصية الرئيسية في "رحيل العوسج" أصبحت جزءاً منها، تعيش أحداثها لحظة بلحظة، وتتخيل لو أنها مكانها ماذا كانت ستفعل.

تحدثت شيماء ثابت عن رواية "رحيل العوسج" التي رأت أن بطلتها تحملت ما لا يُحتمل لتحقيق حريتها الفكرية الداخلية، في مجتمع يقيدها. وارتباكها الداخلي الذي كان يمكن أن يجعلها مكبّلة لا تعرف الاختيار

تحدثت شيماء ثابت عن رواية "رحيل العوسج" التي رأت أن بطلتها تحملت ما لا يُحتمل لتحقيق حريتها الفكرية الداخلية، في مجتمع يقيدها. وارتباكها الداخلي الذي كان يمكن أن يجعلها مكبّلة لا تعرف الاختيار لأنها لا تريد مواجهة المجتمع التقليدي خوفاً من عواقب المواجهة، لكنها كانت قوية وذكية واختارت تحطيم القيود والتحرر من الكبت الفكري. ورأت أن الاقتناع بجرأة أننا ولدنا لنعيش أحرار الفكر والرأي، ولدينا القدرة على تغيير واقعنا وحياتنا

كما قدمت كاميليا غانم –من سوريا- قراءة حول عنوان رواية "ظمأ امرأة"، وهو -كما تقول- العنوان الذي اختارته الكاتبة لما له من دلالة مخزونة في ذاكرتنا الجمعية، وما لكلمة الظمأ من إيحاء بالحاجة للارتواء سواء بالحقيقة أو بالمجاز، وتمتعت بقدرتها على محاكاة ومناجاة كل امرأة من الداخل، وأرادت أن تروي حكاية امرأة عربية، وهو قصة امرأة قررت قراراً مسكوناً بالحلم، فبدأت رحلتها تاركة روحها عالقة فوق الغيوم. وعن "رحيل العوسج" قالت كاميليا إنها حدث نراه ولا نراه، قراءة مختلفة للكاتبة أحلام في الحب والشجن، واقعية مفعمة بالحياة، تذكرنا بالكفاح الطويل لهذا الشعب، رواية تجتاح المشاعر، وتحاكي شرفاء الأمة ومناضليها، الذين يعبرون بأقدارهم دون انحناء. وأن أحداثاً كثيرة سردتها الكاتبة بحسب انسياب المفردات، وتناولت موضوعات كثيرة كستها بصور بسيطة، وكان للكاتبة طقوسها الخاصة.

تحدث الأستاذ عبدالواسع الأدومي عن شجاعة الكاتبة، ودعوتها للقراءة والكتابة والتعلم في كتاباتها، ولاحظ تشابه أحداث رواياتها بالواقع اليمني.

وصفت بشيرة طليعة الكاتبة أحلام أبو عساف بأنها صدى الصوت والوجع الذي خرج متحدياً قسوة الحياة، وهي صاحبة الفكر الحر، والقلم الجريء، وصوت الحق المطالب بكل أنواع الحريات

عن كتابتها قالت أحلام أنها تضع إنسانيتها نصب عينيها، وتضع هدفاً محدداً، وتحاول الانتباه إن كان القارئ سيدخل إلى صفحاتها ويخرج كما دخل. وذكرت أنها تعتبر الكتابة معركة تخوضها المرأة وعليها أن تمسك بالراية وتوجه تلك المعارك، لأنها كانت تشعر بظلم المرأة للمرأة، وظلم الرجل والمجتمع لها، لهذا تكتب لنفسها ولهم.

أجابت عن سؤال عمن تأثرت بهم من الكتاب، بأنها بدأت رحلتها مع الكاتب السوري حنا مينة، الذي كانت تقرأ له في قريتها على ضوء الفانوس، كما تأثرت بالكتاب الروس

تحدثت لينا عامر صاحبة دار ظمأ للنشر، التي طبعت روايات أحلام، موجهة كلامها للقراء معتبرة أن كل قارئ مشروع كاتب. تحدثت عن بداية معرفتها بأحلام التي لفت نظرها شغفها بالقراءة، وحين قدمت لها روايتها "ظمأ امرأة" جذبتها لما فيها من المتعة، وقالت إنهم حين ينشرون يجدون صعوبة في تقبل الأسماء الجديدة، ولا يشفع للمبتدئ إلا جودة النص، وهذا ما شجعهم في دار نشر "ظمأ" أن يكونوا مع أحلام أبو عساف بكامل حماسهم.

قالت بشيرة طليعة إنها من خلال توغلها في رواية "ظمأ امرأة" أدركت أن رغبة الكاتبة تأخذنا بتفاصيل تلك الحكاية كانت متعطشة للعلم والعمل ومتوثبة للضوء، وشكرت الكاتبة التي احترفت الحلم والحقيقة كما لو لم تحترفه امرأة من قبل كما تقول.

تحدثت أحلام عن علاقتها بالقارئ وتمنت أن يقرأ لها بشغف كما تكتب هي بشغف، وذكرت أنها حين كتبت رواياتها لم يكن حباً في الكتابة فقط، بل هو شغفها بالتغيير، وما تسعى إليه جعلها مطواعة للأحرف، وأشارت إلى روايتها "رحيل العوسج" التي طرحت فيها التناقض غير الشخصي ونبهت إليه، وهو الدمار والبيئة الجميلة للإرهاب القادم. وأجابت عن سؤال إن كانت لها أعمال قادمة بأن لها رواية روحانية تحت الطبع بعنوان "وميض في جبال الأنديز"، وهي خلاصة سفرها إلى فنزويلا

عن علاقتها بالسياسة قالت إنها تعشق السياسة، وتتقن أحياناً مفرداتها، وقالت إن كل ما وصلنا إليه هو عبارة عن سياسة خاطئة أحياناً يعيدها لنا الزمن بأثواب مختلفة. سألت بشيرة طليعة الكاتبة إن كانت قد وصلت إلى ما تصبو إليه، أم أنها ما زالت تبحث عن المستحيل والتغيير الذي تمنته في حياتها. أجابت أحلام بأن أقصى طموحها هذه الأيام أن تكون كاتبة عالمية، وسفيرة للنوايا الحسنة، وأن تعود إلى أحلام بكل ما لهذه الكلمة من معنى. سألت نور الكاتبة عن رأيها بأهل اليمن، فأجابت بأن اليمنيين شعب طيب، وتمنت لهذا الشعب أن يكون سعيداً.

تقرير من صفحة عرمان بنت الجبل الذائعة الصيت في السويداء عن الكاتبه أحلام ابو عسّاف

 

 احلام: أيقونة أدبية نادرة .

استطاعت ببراعة سبر أغوار القلب الأنثوي الشرقي

قلمٌ حرٌ قلَّ مثيله في الأدب النسوي يزور ندب القلب مصغيا بإخلاص لأنثاه يبوح بشجاعة المؤمن بأدوات الله لإرشادنا إلى الطريق الصحيح فيروي ضمأ حياة أنثوية شاقة قيدتها سلاسل الخوف والكبت خلف أسوار فكرية واهية لآلاف السنين.

 

الكاتبة والروائية 

« أحلام برجس أبو عساف »

 

ولدت بتاريخ 18/3/1965 في قرية / أم ضبيب/ في /السويداء/ و ولد معها حلم طفولتها الثوري بتغير العالم يوما ما إلى حيث الحب غذاء الروح وجوهر الحياة.

 

بدأت بتحقيق حلمها وبدعمٍ من والدها رحمه الله الذي كان له الفضل بدعمها وتشجيعها ومساندتها فخاضت حروباً ضد العادات والتقاليد لتصبح مثالاً للفتاة الريفية المتعلمة في زمن كان يعتبر فيه انتقال الأنثى من الريف إلى المدينة بهدف التحصيل العلمي ثورة فكرية يسهل إخمادها بكلمات الرفض.

فتخرجت من معهد إعداد المعلمين في /السويداء/ عام 1985م

ومن ثم استطاعت الإلتحاق بكلية التربية قسم معلم صف وتخرجت منها عام 2008م 

 

إن مهنة التعليم بالنسبة للسيدة "أحلام" كانت حلماً رافقها طوال سنوات دراستها حتى تحول إلى واقع جميل أثرى حياتها ، 

فأصبحت المعلمة القديرة التي حققت نجاحا باهراً طوال 20 عام كمدرسة و10 أعوام كمديرة مدرسة كانت فيها المعلمة والأم والصديقة لطلابها ، فأحدثت نهجاً فكرياً خاصاً بها اعتمد على النقاش والإصغاء بمحبة لقلوب التلاميذ.

 

تابعت عملها بعد ذلك لمدة 4 سنوات كمحاسبة في المجمع التربوي في شهبا ومازالت إلى اليوم على رأس عملها.

 

إن بداياتها الأدبية تشكلت تراكمياً من خلال قراءاتها فوجدت ضالتها بين الكتب إيماناً منها بأن الأدب يستطيع تغيير البشر وتشكيل المجتمعات ، فبدأت تحترف الكتابة في عمر 48 وتصغي إلى شغف الكتابة الذي رافق طفولتها هناك حيث كانت كتاباتها تزين مجلة الحائط المدرسية وتلقى التشجيع أمام التلاميذ من مدرسها الأستاذ المرحوم "حسن زين الدين" .

 

لقد صدر لها العديد من المقالات في جريدتي "تشرين و الثورة" عن التعليم ووضع المرأة الموظفة حتى كتبت روايتها الأولى ( ضمأ امرأة )عام 2016 م ومن ثم أصدرت روايتها الثانية ( رحيل العوسج ) عام 2018 م وهي اليوم تجهز لإصدار روايتها الثالثة بعنوان ( وميض في جبال الانديز ) 

جميع الروايات طبعت في دار "ضمأ" للانسة "لينا عامر" مع فائق الشكر والمحبة ..

 

بقيت شعلة الكتابة متقدةً في روح كاتبتنا على الرغم من تآمر الحزن على قلبها لسنوات من المرض والفقد والتحديات وذلك بفضل زوجها السابق "ناهي نور الدين" ومساعدته لها .

 

تطمح كاتبتنا اليوم إلى العالمية وتحلم بوسام سفيرة النوايا الحسنة كهاجس لا يقل أهمية عن مشوارها الأدبي.

 

كل الإحترام والتقدير لشخصك الكريم من كادر صفحة #عرمان_بنت_الجبل مع أمنياتنا لك بحفر اسمك بين الكتاب العالميين


مقابله صحفيه مع قناة بناة الفكر

 


 

أيَّتها الشَّمسُ المتواريةُ خلفَ الغيوم....

 

إذا ما قدَّمتُ لكِ جسدي قرباناً...

 

هلَّلا تشرقين ..؟!

 

عندما شاءت أن تحمل الفرح لتنهل من الحياة... روحها...

 

عندما كانت الفتاة المراهقة.. التي حلمت بتغيير العالم.. عندها كان الجسدُ صغيرٌ فأنّى للحلمِ أن يحلِّقَ بين عاداتٍ تردعُ الفكرة.. وتثبِّط روح الفجرِ في الصُّدور.. لتكون #أحلام_أبو_عساف غمرةَ الحلم الحقيقية.. وتتحدَّى عوالمَ الانتظار كلها.. وتدرس الثانوية.. و تنجح في اقتناصٍ مقعدٍ في معهد ِ المدرسين "صف خاص"...

 

هنا.. من هذه النقطة بالتحديد انطلقت الرواية.. بدأت الحياة ُ تلوِّحُ بثمارِ التجارب على صهوة لبِّها.. لتتزوجُ وتنتقل للتدريس في مدرسةٍ في قريتها...

 

      كثيراً ما قالوا: فاقد الشيء لا يعطيه..

 

لكننا هنا أمامَ عطاءٍ فاض من قحطٍ.. بعد زواجٍ لم يفلح بغرز جذوزهِ في حياتها.. تخطَّت النظرة السائدة.. وغاصت في تلافيف الحلم الغض ليكبر في غفلةٍ عن الجميع مع القرار المصيري.. الطلاق...

 

بكلِّ تأكيد لا يمكنُ إطلاق العنانِ للخيلِ في مجتعاتنا.. فنظرات الناسِ وآراؤهم أمواجٌ لا تهدأ.. تحاولُ اقتناصَ الجنين الذي بدأ يبصر مرحلةً جديدةً في رحلةِ الوعي الذي ما انفكَّ يأخذُ مكانهُ الحقيقي في حياة بطلتنا....

 

لكنَّها كانت الأقدر.. بابتسامة.. وقوة.. وتصميم...

 

"أولادي.. ورسالتي للعالم.. هي دافعي ومددي.. "

 

هذه كانت العبارة التي شغلت كل فكرها.. واجهت بها ولها.. وخاضت غمار حربٍ بوصليَّةٍ علَّمتها كيف تخطو.. وفيما بدأت بعد الحبو.. تمشي أكملت دراستها.. وأصبحت مديرة المدرسة التي تعلم بها.. لتكون درساً في العطاء.. حتى وإن أنهكتها نزالات القدر وأصوات البشر.. إلا أنها أصرت أن تحيلَ الشوكَ في تربتها زهوراً.. وتقدِّمها لكل من هم حولها.. وكانت ملاذاً وبنفسِ الوقت داعمة لكل من احتاج العون....

 

فيما أن معركتها كانت هنا في بداياتها حيث أختصها القدر برحلةٍ لاقت بها مرضاً عُضال.. جاءها على غير موعد.. وكلن الزَّائر الغير مرغوب.. لكنها كانت مثالاً للودِّ وحسنِ الاستقبال.. أحبت الحياة في غماره أكثر.. وتابعت.. وتربعت على عرشِ فكرةِ التجربة أكثر من الغوص في بحار المرض... تعاملت معه بوعي وتصميم.. ولم تذد بهِ عن واجبها كمديرة.. بل كانت ترسم منه قصة تصميمٍ وإرادةٍ .. تصوغها في قلب مدرستها وكل من حولها .. لتسطر قدوة يحتذى بها في الإرادة وحبِّ الحياة ...

 

وفي خضمِّ رحلةٍ منهكة .. مليئة بالتفاصيلِ التي تأخذ حيز الفرح .. كانت تحيل الشَّوك إلى زهورٍ تزرعها كلما استطاعت .. فيما أخذها القدر بمغامرة جديدة .. أو إن صحَّ القولُ كانت تلك .. مقامرةً جديدةً .. مع فلذتي كبدها فادي وهديل .. اللَّذان كانا فصلينِ في حكايةٍ شكلا كما يمكن القول " الين -يانغ ☯️" في حياة أحلام .. فهديل .. أو يمكننا القول الوجه الآخر للعملة .. لم تكن لتشبه أمها في شيء .. اختلفت بالأفكارِ .. لكنها مع ذلك بقيت اليخضور في حياة أحلام .. هي وأسرتها الجميلة .. يشكلون اليوم مفترقاً .. ومعالم جذَّابةً تعطي سبباً لبطلتنا بأن تكمل .. إضافةً إلى رسالتها للعالم . فهي اليوم تحمل رسالة تربوية وأسريَّةً ..

 

أما فادي.. 

 

فادي الإبداع .. فادي الذي شابه طيف أمِّهِ إلى أكبر حدٍّ .. وكان عازفاً ليس فقط على الأوتار .. بل على الأرواحِ أيضاً .. قاسمَ أمَّهُ تجربتها .. وهنا يبدو أن طفرة الإبداع تتشابه .. 

 

ففيما أن أحلام شفيت تماماً من مرضها .. أصيب فادي به .. وصارعه بكلِّ محبَّةٍ هو أيضاً .. لكن القدر اختصَّهُ بالألم فسرقهُ من أحضان الحياة .. 

 

وفي هذه النقطة .. تبلورت الحبكة الحقيقية في حياة أحلام .. حيث أنها كانت قد كتبت روايةَ "ظمأ امرأة " التي لاقت استحساناً من القرَّاء .. والتي تكرمت عليها بعد وفاة فادي في فنزويلا ويمكنك صديقي القائ أن تطلع عليها في موقع الكاتبة الرسمي .. "سنرفده بنهاية المقال "وتغلَّبت على السَّرطان .. ولاقت الموتَ .. وانتصرت بالحياة .. وشاركتها مسيرتها..

 

لنرى أن حياة أحلام وإن تعرَّضت لمطّبَّاتٍ إلا أن اننا يمكن أن نلاحظ بأنها مقسومة لجزأين .. قبل وفاة فادي .. وبعد وفاة فادي ... 

 

قبل ذلك كانت تجابه المرض بزينتها .. وتستلهم القوة من القدر .. وبعد ذلك باتت تستلهم زينتها من ذكرى فادي وتأخذ القوة على القدر .. لتكتب روايتها الثانية "رحيل العوسج " وفي هذا الصدد وعن رحلة الككتابة التي خالجتها في سنِّ 48   قالت : عندما يترجل الحلم تبدأ الرواية....

 

فيما أنها وبعد هذا الفقد .. فقد الأمان من الحياة .. وفقد الولد .. عوَّضت نفسها بنفسها .. وحملت رسالةً لكل من قال أنها بوفاة ولدها خسرت سندها وضعفت .. بـأن فقد فادي هو فقد زهوة الرُّوح .. والنفحة الملونة في حياتها ..لكنها ليست مكسورة أو منقوصة حتى تجد من يسند أو يجبر كسرها ... وتحمل بذلك رسالة لكل نساء العالم .. أن كافحن واجتهدن لأجلِ أحلامكن .. 

 

وهنا نكون أمام أحلام المغامرة .. القويِّة .. الصَّابرة.. أحلام التي تؤمن بأن القدر وإن ضمر لها الشَّرَّ فهي تلاقيهِ بابتسامة .. تستحقُّ العالمية .. وتستحقُّ أن تكون شعلةً وضَّاءةً تناغي السَّماواتِ فرحاً وعطاءً...

 

من بناة الفكر .. أسمى الأمنيات بحياة تليق بمن تحلم للحياة وبالحياة ...وإلى العالمية ..

 
 



تزوجنا لننستر اسقالله ع أيام النهر...
.......
ظلت شكرية تسامر النهر الذي يمخر عباب قريتها، تبث له مكنونات صدرها
" شوف شو عميقولوا نسوان القرية"
تسمع خريره ينطق بالعربية الفصحى : 
-ماذا؟
-أنا عانس .
-عانس؟ ما هذه الكلمة يا فتاة قال وذهب غير آبه لتأوهاتها.
-عانس .لفظة شنيعة يطلقها البشر بغير حق، قالت عانس، يعني لم يمسسها رجل.لا يسمح لها بالسكن وحدها .عانس، كل ذكور العائلة لهم سلطة عليها ولا تملك حتى نفسها.
-يا لك من تعيسة كيف هذا ؟ قالها عبر موجة أخرى.
- كما سمعت...
- ألم تحملك والدتك تسعة أشهر كما أخيك؟ 
- نعم .
-إذن؟
-إذن أنا عانس ..ولن يزول لقبي هذا إلا بزواجي.
- تباً قالت تلك الموجة الناعمة وغادرت..
موجة أخرى انبرت للحديث معها هكذا من غير مقدمات:
- كل يوم أسمعك وأنت تبوحين باواعجك..صوتك جميل. هل جربتِ الغناء؟.
راقت لها الفكرة وبدأت  تتباهى بصوتها الرخيم، ولم تعد تأبه لذاك اللقب الذي أطلقته عليها نساءً القرية " العانس" 
في صباح يوم ربيعي وعندما كانت ترفع عقيرتها بالغناء إلى جانب النهر وهي تملأ جرتها، وإذ بشاب من المدينة صادف مروره من هناك في رحلة استكشافية للريف، فخرّ صريعا بمخارج حروفها ودوزنة صوتها قبل رؤية جمالها الآفل إلى الغروب. حلف يمين الله" أن لا مستقبل له إلا شكرية"جاء الفرج هتفت بملء حواسها.. وصار.تزوجت شكرية رجل النهر واشتدّ حلمها بالغناء على المسرح، إلا أن هذا المسرح تغيرت خشبته وجمهوره، فقد صار بيتها المسرح والجيران جمهوره، وهي وزوجها كانا الممثليّن على خشبته. مرة ألفاظاً نابية وبذيئة ومرة ركلاً ومرة ومرة.هكذا حتى راودها ذلك الحلم وشوشت لها وسادتها" أن إحدى جمعيات حماية المرأة من العنف تسللت في وقت مستقطع، وكان اللقاء بها فشكت شكرية حالها المزري .فما كان منهم إلا أن سعوا وبمبادرة خيرة بنفخ الروح في حلمها، وغنت أولى أغانيها التي تمنع العنف ضد المرأة. وتسهل عليها الخروج من فكرة.. أن الرجل سيحميها..ويحقق لها ما تتمناه." ثم ... استفاقت على صوت انفجار قنبلة عند جيرانها .لتتأكد بأن  العنوسة لم تكن هي المعضلة الوحيدة في مجتمعنا .حتى الحب غدى قنبلة...

مقابله على راديو التنوع النرويجي

برنامج في رحاب الأدب